أبو فراس الحمداني – كاتب ومحلل سياسي

بعيداً عن الأحلام والتمنيات لا يمكن بل من المستحيل أن تفكر أي دولة خارجية في تغيير الوضع بالعراق لعدة أسباب منطقية،
١- الطبقة السياسية في العراق لا تعادي الا شعبها ولا تملك الإرادة في التصدي لأي مشروع خارجي وبالتالي هي لا تمثل أي تهديد لمصالح الغرب فضلا عن أن النظام السياسي الحالي وضع لخدمة الدول التي تتقاسم النفوذ بالعراق،
٢- الغرب أوقف كل مشاريع إسقاط الأنظمة التي كانت تموّل بمئات الملايين مثل إسقاط النظام الإيراني أو السوري لأن إسقاط الأنظمة يعني ملايين اللاجئين الفارين إلى أوروبا وتوفير بيئة للمنظمات الإرهابية التي تهدد مصالح الغرب في المنطقة،
٣- من يمتلك الحد الأدنى من المعلومات الاقتصادية يفهم أنَّ أمريكا تُعاني من تضخم اقتصادي كبير وتحديات داخلية وبعد تجاربها وخساراتها في العراق وأفغانستان لا يمكن أن تُقدم على عمل مماثل أما بريطانيا فأساليبها معروفة في التحكم عن بعد ولا تحتاج إلى احتلال وإسقاط أنظمة لديها القدرة على إقامة علاقات متطورة مع البلدان الدكتاتورية والتي تعاني من عدم الاستقرار مثل العراق واعتقد جازماً ان رحالاتها يمثلون الدولة العميقة في العراق ويهيمنون على صناعة القرار،
٤- نتائج الحرب الأوكرانية على أوروبا واضحة بسبب امدادات الطاقة ولا تحتاج إلى تحليلات
فكيف يمكن لاحد أن يقترب من العراق الّذي يمثل ثاني احتياطات في أوبك ويمد السوق بأربعة ملايين برميل نفط يوميا،
٥- المشهد العراقي معقد ولم يُعد كـ ٢٠٠٣ ، دكتاتور وحزب واحد مرفوض داخلياً وخارجياً،
هنالك صوت للمرجعية في النجف في كل التطورات ولا يمكن أن تكون المرجعية جزء من مشروع خارجي كما أن هنالك فصائل عقائدية عسكرية تمتلك أسلحة ثقيلة ولديها قواعد شعبية ولا يمكن مواجهتها عسكرياً مهما كان الرأي العام منقسم بشئنها،
قد يكون مستقبل الفصائل مرتبط بمستقبل الاتفاق النووي الإيراني وبالتسويات الإقليمية بين طهران والرياض،
لذلك تسويق الأحلام والاوهام إلى الشعب العراقي في هذه المرحلة يمثل المؤامرة الاكبر والحقيقية، سياسة التخدير التي عهدناها من قبل،
وبدل أن تتحد الجهود والضغط الشعبي لتغيير الدستور والنظام السياسي إلى رئاسي وتنظيم العراق العربي اسوة بكردستان التي تتمتع بنظام رئاسي ودستور وبرلمان ونظام إداري بمعزل تام عن بغداد وكل ذلك تحت سقف دستور ٢٠٠٣ !!! ،
لذلك يمكن للعراق العربي أن ُنُنظم وضعه ويكرر التجربة وفق ذات الدستور وضمن العراق الفيدرالي،
بدل ان تُوحد الجهود الوطنية ويُستثمر هذا الفشل الذريع والانسداد السياسي ، يُخدّر الشعب بهذه الادعاءات لتوقف أي حراك مدني بحجة ان التغيير قادم من الخارج،
هذا ( شُغُل ) ابو ناجي الذي يُسيطر على عقول البعض الذين يعيشون بريطانيا، قد تستغل سذاجتهم أو ربما عمالتهم لانها تعودت على تدجين واحتواء الحكم والمعارضة في العراق ،
وإن صحَّت هذه الادعاءات تحت قاعدة لامستحيل بالسياسة العراقيون جربوا الاجندات الدولية والتغيير من الخارج ما زالت حاضرة وندفع نتائجها كل يوم.
Discussion about this post