أسامة الحمداني ــ صحفي عراقي
بعد انسحاب الصدر من العمليةِ السياسيةِ بدأت المشاهد تتضح والرؤى تتقارب بينَ المُكوِّنات المُتنافرة، تصريحاتُ القيادي في الحزبِ الدِّيمقراطي الكوردستاني
“جعفر ايمنكي” ازاحة السِتار وكشفت الحقائق المخفِيَّة عن طعنةِ مسعود البرزاني لمقتدى الصدر،
إذ صَرّحَ إيمنكي ” إنَّ الحزب الدِّيمقراطي لم يتحالف مع الصدر رسمياً، بل كانت هُناك تفاهمات عالية المستوى واشترط على الصدرِ عدم تهميش ” أبو إسراء” الأمر الّذي أغضبَ الصدر وادخله بدوّامةِ اليأس بعد ضياع حُلم الأغلبية.
ماذا تريد أربيل

أربيل عروسُ كوردستان ومدينة الجذب الثقافي ذات المجتمع العصري النابض بالحياة، تسعى إلى الحفاظ على سمعتها وإبعاد نفسها عن محور الصراع، فطقسها السياسي المُعتدل لا ينوي قادتها اشعاله، ما تريده أربيل رجلٌ يؤمن مصالحها ويحمي أسوار قلعتها ويبعد القصف عن مطارها ويحفظ نمو إقتصادها، فهجمات الصواريخ المُتكررة سيُفقد المدينة استثماراتها ويضيع رونقها.
فزعل أختها السُليمانية أضعف بدنها وجعلها عُرضة للاستهداف، تستنجد العطف وتثير الشفقة لتصبح تحت رحمة بغداد، فربُ بيت شقيقتها عَرَفَ اللُعبة وتحالف مع الأقوى عسكرياً وسياسياً وكسب الرِهان بعد أن شعر بخطر تصاعد شعبية الأخوين سروة وشسوار عبد الواحد.

البرزاني يُدرك جيداً أنَّ الصدر لا يستطيع إيقاف القصف الصاروخي المُتكرر لمنشآت أربيل والوحيد القادر على إسكات الفصائل المُسلحة هو زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي لذلك طلب من الصدر بضرورة مُشاركة الإطار في الحكومة.
أبو ناجي يعود من جديد

ليست إيران وحدها من تدعم الإطار، فبريطانيا العجوز اعطت الضوء الأخضر للمالكي بتشكيل الحكومة واختيار رئيس وزراء يتناسب مع طبيعةِ المرحلة، جاء ذلك بعد اللقاء الّذي جمعَ السفير البريطاني في العراق “مارك برايسون ريتشاردسون” وزعيم دولة القانون نوري المالكي.
المستجدات التي ناقشها الطرفان تؤكد عودة المياه إلى مجاريها بين المالكي و “أبو ناجي” الراعي الرسمي لتشكيل الحكومات في العراق ما بعد 2003.
ويصرُ المالكي على ترشيح محمد شياع السوداني لتسنم منصب رئاسة الوزراء بينما يواجه السوداني موجة اعتِراض من هادي العامري الذي يطمح إلى المنصب، إذ طرح العامري اسمه لرئاسة الوزراء لكنه جوبه بالرفض القاطع من قيادات الإطار مما اضطر إلى مغادرة الاجتماع وعلامات الغضب على وجهه، وحمل قادة الإطار العامري مسؤولية ما حصل لهم من تفكك وانقسامات وخسارة تأييد الشارع لهم جراء قبوله تسنم الكاظمي رئاسة الوزراء في العام 2020
ويسعى الإطار التنسيقي إلى ترشيح رئيس وزراء إطاري يتحمل المسؤولية الكاملة ويخطط لإحكام قبضته على جميع مفاصل الدولة.
الكاظمي ” حوار جدة وطهران“

يسعى رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي إلى إنعاش آماله بحلمِ التجديدِ لولايةٍ أخرى عبر نوافذ السعودية وإيران ودول المنطقة بعد أن نجح في تقريب وجهات النظر بين الخصمين اللدودين، إذ أعلنت طهران دعمها فتحاً متبادلاً للسفارات مع السعودية واستمرار اتفاقية وقف إطلاق النار في اليمن وإنهاء الحصار وتعزيز الأمن والسلم في المنطقة.
وتأتي خطوات التحرك الإقليمي للكاظمي بعد أن فقد أمل البقاء في المنصب الذي توعد له الصدر بتنفيذهِ في حال عدمِ مُشاركةِ ” تيار المرحلة” في الانتخاباتِ البرلمانيةِ البرلمانية، المرحلة حزب اسسه الكاظمي بعد تسنمه الحكم ويديره مجموعة من مستشاريه لكنه لم يرَ النور،
الصدر لم يفِ بوعده، فبعد فوزه في الانتخابات انقلب على الكاظمي ورشح ابن عمه “جعفر الصدر” للمنصب وما زاد الأمر تعقيداً انسحاب الصدر من المشهد السياسي بعد أن كان الداعم الوحيد للكاظمي.
اعتراض الإطار التنسيقي على الكاظمي لا تنفعه التوصيات الإيرانية، رحيله أصبح على مشارف النهاية، فعمر حكومته ربما سينتهي نهاية الصيف الحالي.
Discussion about this post