
هذه الدراسة خاصة بمصر بعد ثورة ” يناير”، تناول فيها أستاذ الاجتماع ، الانگليزي “والتر ارمبرست” مقدم البرامج توفيق عكاشة واعتبره ” حاوي الثورة المصرية ” ماذا يقصد بالحاوي؟
الحاوي هو شخص يبرز أثناء التحولات الاجتماعية والسياسية المفصلية، وتحديدا في لحظة تسمى بلحظة المجاز أو العتبة ، وهي التي تكون بعد نهاية فترة وقبل الدخول في فترة أو لحظة أو نظام ثاني، وتسمى ب ” بين – بين ” , وفي مصر كانت لحظة العتبة هي بين سقوط نظام مبارك ووصول محمد مرسي للسلطة.
ما صفات الحاوي؟ وكيف يمكن أن يؤثر في مجتمعه؟
لكل مجتمع حاو خاص به وليس هناك شكل أو نمط واحد لكل المجتمعات، لكن ما يجمع هذه الشخصية هي الصفات التالية؛
الدهاء والمكر والمخاتلة، مثير للضحك ومحط سخرية، قدرة على التنكر والتمويه، غير اخلاقي، لا يلتزم بأية قيم أو معايير مجتمعية، شخصية مؤذية ، وتتسم بالعنف الاجتماعي، والرغبة بالانتقام، شخصية مزدوجة، ليست شرا خالصا ولا خيرا خالصا، يخرق الحدود بين المعقول واللامعقول ، بين الخير والشر، بين الصحيح والخطا ،
تكمن خطورته بأن المجتمع في لحظة المجاز أو العتبة أو ال” بين- بين ” يكون أفراده مشوشون تماما، الامور ملتبسة عليهم، مستاؤون، متوترون ، في هذه الوضعية يخرج لهم شخص بمواصفات الحاوي يملك خطابا مؤثرا وحضورا ، ويلفت الأنظار.
عندها سيلعب دورا مؤذيا وشديد الخطورة يصل إلى حد أنه يستطيع أن يوجه الرأي العام ، ويخلق له مشاكل ويجره إلى توجهات ومسارات يريدها هو.
هذا الكتاب يفتح أمامنا سؤال ؛
بما اننا عشنا تجربة البين بين ” سقوط نظام صدام وولادة نظام جديد “
هل يمكن أن يكون هناك حاويا عراقيا يشبه عكاشة ؟ “ليس بالضرورة أن يكون إعلاميا “. هل التنوع الطائفي والديني والقومي في العراق يمكن أن يخرج له حاو واحد ؟ ام لكل طائفة وقومية “حاويها ” الخاص ؟
الكاتب والصحفي: قيس حسن
Discussion about this post