
فلاح المشعل
أطل علينا النائب السابق الاستاذ فائق الشيخ علي من خلال أحدى الفضائيات العراقية المدجنة ليبشر الجمهور العراقي بأن التغيير قادم بعد سنة ونصف من الآن، تقوده قوة دولية مدمرة وسوف تحاكم الفاسدين من النظام الحالي وتقيم نظاما مدنيا ً وتعيد بناء العراق .
قبل أسبوع كان المحلل السياسي السيد أحمد الأبيض يعلن تشكيل جبهة المعارضة العراقية في كاليفورنيا ويوعد العراقيين بالتغيير القادم .
ماكنت أفكر بالتعقيب على الصديقين العزيزين وهذه الأمنيات البائسة لولا أنها تترك آثارها بإضفاء الوهم وتوسع الخيال الذي يكرس وهم التغيير القادم من الخارج بصيغة احتلال جديد ، وتعميم فكرة أن لاتغيير يحدث دون احتلال خارجي ، وهو مالم يحصل أبدا بعد هذا الخراب والفوضى وخضوع البلاد لأربع احتلالات صريحة، وإذا ماحصل فأنه يأتي لإزدياد حالة الخراب والتمزق الذي أحدثه الاحتلال وسلطات الفساد التي توالت على حكم البلاد .
التغيير مسؤولية الشعب أولا ، اعتقد ومعي غالبية العراقيين بأن النظام السياسي الحالي يمر بأزمة وجود وحياة بعد أن فقد طاقته على الاستمرار ، مايجعل التغيير مسؤولية الوطنيين الأحرار من داخل الوطن ، وليس انتظارا لما تصدره امريكا أوغيرها كما يتنبأ الصديق فائق أو يشتهي الأخ أحمد الأبيض ، في وقت لم تستطع امريكا من كبح جماح ايران وتمددها بعد سنوات طوال من محاصرتها اقتصاديا .
الرؤيا السياسية ينبغي أن تبنى على قراءات صحيحة تنبع من داخل المشهد العراقي وتفصيلاته وتطوراته وحراكاته الاجتماعية التي تمور بالأسئلة الباحثة عن تصحيح أخطائها، وتسعى لتجهيز مسؤوليتها في تغيير سياسي وطني يعتمد القدرات الكامنة في شعب أعطى البرهان على قوته بانتفاضة تشرين 19 .
أقدر عاليا رغبتكم في التحرر من نظام سياسي فاسد جاء به الإحتلال الامريكي ودعمته دول الجوار ليكون بخدمتها في اضعاف وتدمير المجتمع والدولة العراقية، لكن لاتبيعونا الوهم الذي خدعتنا به مسميات المعارضة وقت الجلبي والجعفري وجوقة اللصوص والمرتزقة والاحزاب الفاسدة ، هل سمعتم ما كانت تردده ملايين الحناجر التشرينية في ساحات التحرير بالعراق ، وهل لفت انتباهكم شعار ” لاشرقية ولاغربية” كأحدى استجابات المرحلة الراهنة في مشروع التغيير .
أخيرا أقول ..لفت الأنتباه الشخصي يأتي بالاندكاك الوطني في مشروع التغيير أو نصيحة صادقة تقال للشعب أو نداء اعلامي لفضح المستور والمخبئ من فساد وجرائم ترتكب بحق الشعب ، وليس أمنيات لها فعل ” المخدرات ” تصاغ ببلاغة سياسية عن قوة مدمرة قادمة للتغير ومصنعة وفق خيال مشبع بعوالم “كرندايزر”.
Discussion about this post