
مع اقتراب ذكرى تشرين دعونا نسترجع ذاكرتنا جيداً ونعيد بعض المواقف والأحداث لكي نستفيد منها ونعتبر.
في الحقيقة كانت ثورة تشرين عراقية مثلت جميع أطراف وفئات الشعب مع عدا الأحزاب المغتنمة بالسلطة، وذلك من خلال مشاركة أغلب أبناء الشعب العراقي حضورياً او من خلال الدعم المادي والمعنوي على مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم الدينية والأيديولوجية، إذ أدى هذه الإجتماع العراقي الكبير إلى انهيار النظام ورجالاته إلا شكلياً وكادت تشرين أن تنهي النظام كلياً لولا تدخل الصدريين.
استشعرت أحزاب ورجالات هذا النظام بالخطر المحدق بهم، فعملوا على ردع المحتجين وإنهاء الاحتجاج باي وسيلة وبعد طرق منها (قناص ومنها الدخانيات ومنها دخول عناصر الأحزاب لغرض التخريب والإساءة) ولم تفلح كثير تلك الأدوات، مما اضطروا للذهاب لأدوات أقوى كانت في وسطنا، وعملوا على دفع التيار الصدري لإنهاء الاحتجاج قبل أن يأكل الاحتجاج كل النظام الذي ينتمي له التيار الصدري، فاستخدم التيار أدواته في تصفية واعتقال وقتل وضرب الشباب بالعصي (#التوثية) وحلاقة شعر من ينتقد زعيم التيار، ولم يتوقفوا عن ذلك، بل تمادوا بارتكاب جرائم منها #مجزرة_الزيتون في الناصرية و #مجزرة_ساحة_الصدرين في النجف والاعتداء على الطالبات والطلاب في مسيرة اتحاد طلبة بغداد، إضافة إلى تهديد أبرز الناشطين في التحرير بالتصفية والقتل.

عاد اليوم الصدريين بثوبهم الملطخ بدماء مهند القيسي وثائر كريم الطيب وشباب الناصرية والنجف وبغداد، عادوا وهم محملين بصرخات الطالبات وشباب الخيم الذي تكسرت على رؤوسهم التواثي، عادوا هم يدعونا للعمل معاً والاشتراك معهم في انهاء واسقاط النظام!!!

لماذا عاد الصدريين للاحتجاج؟
يعرف الصدريين أن تشرين كادت ان تسقط النظام لولا تدخلهم لحماية النظام مقابل زعامة قائدهم للمقاومة في العراق (هذا ما تم الاتفاق عليه مع خامنئي ومقتدى الصدر بعد حادثة المطار)، كما يعلمون أن تشرين القادمة أقوى من ممضى، في الوقت يعرفون أن النظام لا يحتاج سوى قشة تكسرُ ظهر وتسقطه بعد ضربات التي وجهت له.
لذا عمل الصدريين على خطوة استباقية (كما اعتدنا عليهم دائماً في استباق الأحداث) وقبل أن تنهض تشرين ثانية لتسقط النظام برمته بما فيه الصدريين، فالحقيقة يعلم الصدريين الصدريين أن هذه النظام منهار ولا يحتاج سوى تلك القشة التي تطيح به، فأخذ الصدريين زمام المبادرة من أجل محاولة اسقط النظام على أيديهم بغية أن يكون النظام الجديد بأيديهم من جديد لا أن يتم (قلعهم) مع بقية أحزاب النظام.
فلا يخدعكم خطاب مدعي الوطنية أبد، ولا تنسوا رصاصهم وتواثيهم ومكائن حلاقاتهم.
#بوصلة_تشرين
علي الربيعي
Discussion about this post