
الدكتور مأمول السامرائي
في ظروفِ الحربِ الباردةِ وخاصةً في الفترةِ المُظلمة من سبعينيات القرن المنصرم، ابرمت اتفاقية ٧٥ بين العراق وإيران، التي اعترف فيها العالم الغربي والأوربي بصدام حسين رئيسٍ للجمهوية العراقية وهذا ما أكدت عليه الأمم المتحدة بالمصادقةِ على هذه الاتفاقية، إذ إن البروتكول الدولي يصادق على الاتفاقيات الدولية بين الرؤساء فقط وليس بين رئيس ونائب.
ولعبت هذه الاتفاقية دوراً كبيراً في المنطقة وخاصة غضب الاتحاد السوفيتي على هذه الاتفاقية لأنها اضرت بمصالحها الاستراتيجية العسكرية في المنطقة، إذ تعتبر العراق هو الممر الوحيد البري لها الّذي يصل من الأراضي السورية العراقية للخليج العربي ومن ثمَّ بحر العرب والمحيط الهندي .. وبسبب هذه الاتفاقية ولتأمين مصالحها الاستراتيجية احتلت افغانستان كمرحلة أولى للوصول إلى بحر العرب الذي يرتبط بالمحيط الهندي، حيث توجد جزرها هناك التي تغذي اساطيلها الموجودة في المحيط الأطلسي والهندي وبسبب هذا الاحتلال في عام ١٩٧٩ تسببت بثوراتٍ وحروبٍ في المنطقة ومن أهم هذه الأحداث، الحرب الأهلية في لبنان والثورة الإسلامية في إيران بمساندة الاتحاد السوفيتي ومن ثمَّ الحرب العراقية الإيرانية والتي استمرت ثمان سنوات،
حربٌ طاحنة أوصلت العالم إلى حرب عالمية ثالثة لا محال ، حيث كانت البارجات النووية للحلفين تتناور في المحيط الأطلسي تنتظر ساعة الصفر وخاصة بعدما دخلت أميركا الحرب رسمياً عندما قصفت المنصة النفطية الإيرانية ودخلت البارجات النووية لحف شمال الاطلسي إلى الخليج العربي بحجة حماية ناقلات النفط الكويتية التي تحمل العلم الأميركي، وبهذه الضربة أصبح العالم في حالة ذهول وتضاربت أسعار الأسهم ونزلت إلى انخفاضٍ غير مسبوق في العالم، ومن هنا تسارع إلى عقد قمة بين كرباتشوف وريغان الرئيس الامريكي في عام( ١٩٨٧) وتوصلا إلى رسم خارطة طريق لسلام شامل في العالم وتضمنت قواسمها المشتركة مشروطة بانسحاب الجيش السوفيتي من أفغانستان الوجبة الأولى في شهر تموز عام ١٩٨٨ وبعدها تتوقف الحرب العراقية الإيرانية
في شهر اب/ اغسطس ومن بعدها ينسحب أخر جُندي سوفيتي من أفغانستان في شهر ايلول من العام نفسة وتتوقف حرب لبنان في تشرين. الأول، وبعدها وفي عام 1989 وقعت اتفاقية قمة مالطًا وأهم بنودها .. هدم جدار برلين ويُعلن عن اتحاد أوربي يبدأ جغرافي ومن ثمَّ اقتصادي ونسمع قريباً عن اتحاد عسكري أوربي،
إن خارطة الطريق التي رسمت من خلالها يعلن العالم السلام الشامل و تنزع جميع أسلحة الدمار الشامل وان هذه الاتفاقيات كانت تتضمن تقسيم الدول ذات الاستراتيجية العسكرية و الاقتصادية وتحكم بنظام الفيدرالي أو دويلات صغيرة تتحد بنظام الحكم الكونفيدرالي وكذلك القضاء على جميع الأنظمة الدكتاتورية في العالم وبدأت في بنما و شاوشيسكو
ومليزوفتش وصدام حسين وجميع دول أوربا الشرقية
ودول جزر الالبان وشرق حوض البحر المتوسط وشرط هذه الاتفاقة ان تحكم جميع شعوب العالم ديمقراطياً،
إنَّ هذه الاتفاقيات استمرت بالتطبيق إلى السابع من تشرين الأول من عام ٢٠٠١ حيث الاحتلال الامريكي إلى افغانستان وهذا ما جعل الروس في حالة تأهب تام وخاصة أن حلف الناتو أصبح على حدود روسيا من الاتجاهات كافة لذلك توقف العمل في هذه التفاقية
وخاصة بعد الربيع العربي و مسألة سوريا والتدخل العسكري الرسمي والفعلي لروسيا في سوريا و تحجيم دور المعارضة ورفض روسي تام بعدم تغيير الحكم الدكتاتوري في سوريا ومن هنا بدأت الازمة في المنطقة واشتعلت من جديد حيث توسعت من سوريا إلى اليمن والعراق ولبنان وليبيا وتونس والسودان والصومال، وهذا بسبب الاحتلال الامريكي الى افغانستان والاكأخيرة تعد ذات أهمية اقتصادية من حيث الطاقة وثرواتها تكفي العالم مئات السنين وخاصة اليورانيوم .
ومن هنا نتحدث عن الحرب الأوكرانية الروسية،
ان الانسحاب الامريكي المفاجئ وغير المبرر والعشوائي من افغانستان كان له الاثر الكبير في عملية السلام الشامل و تحقيق خارطة السلام التي تحدثنا عنها في البداية
وخاصةً بعدما لحقتها الدخول العسكري الروسي الى
أذر بيجان وتغيير نظام الحكم الموالي إلى الغرب وتثيبت حاكم موالي إلى روسيا و كذلك الحرب أو الدخول إلى أوكرانيا و تدمير جميع قواتها العسكرية وتحويلها إلى دولة منزوعة السلاح وكذلك فنلندا وبلاروسيا الدولة الموالية لها تكون بهذا روسيا قد امنت حدودها مع أوربا.
إن انعكاسات هذه الحرب الايجابية للعالم وخاصة بعدما أمنت روسيا حدودها مع حلف الناتو ستتلاشى جميع المُشكلات في المنطقة وخاصة العراق واليمن وليبيا
والسودان ودول شمال افريقيا و الشرق الاوسط كافة،
وستحول هذه المُشكلات إلى بطاقة مرور لمشكلة سياسية أخرى باتجاه الشرق الأقصى ولربما تلحق دول أخرى من جنوب شرق اسيا وأمريكا اللاتينية، أن هذه الحرب كذلك ستعطي الذريعة إلى أوربا لتشكيل اتحاد عسكري أوربي من خلاله تعزل امريكا وبرطانيا من حلف الناتو لتشكل قوة ثالثة تتعادل فيها مع اوربا وروسيا في السلاح التقليدي وبهذا تكون روسيا قد أمنت قوتها أمام أوربا، وسيكون عامل مساعد ومهم في عملية نزع جميع أسلحة الدمار الشامل في العالم ونجاح خارطة الطريق للسلام العالمي وبعدها تبدأ حروب الاقتصاد، إذ ان روسيا وحدها تمتلك من أسلحة الدمار الشامل نسبة ٢ ٪ من خزين ترسانتها كفيلة بتدمير الحياة على الكرة الارضية تدميراً شاملاً ولا تبقي أي نوع من أنواع الحياة على الارض.
Discussion about this post